مصر تنضم لتجمع “بريكس” الاقتصادي وتفتح آفاقًا جديدة للتعاون.أعلنت روسيا أن مصر وخمس دول أخرى تلقت دعوة للانضمام لتجمع “بريكس” الذي يضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا، والذي يهدف إلى تعزيز التكامل الاقتصادي والتجاري بين الدول النامية. وقال وزير المالية الروسي أنطون سيلوانوف، إن دول “بريكس” أصبحت شركاء اقتصاديين رئيسيين لروسيا، مشيرًا إلى أن التعامل بالعملات الوطنية يسهل التبادل التجاري والمالي بين الدول الأعضاء.
وأضاف سيلوانوف، في تصريحات نقلتها قناة “روسيا اليوم”، أن روسيا تحقق نجاحات في حل المشكلات التي تواجهها مع الدول الغربية، مثل الحظر والعقوبات، بفضل التعاون مع دول “بريكس”، التي تشكل مجتمعًا من الدول الصديقة التي تسعى إلى تحسين ظروف شعوبها وزيادة قدراتها الاقتصادية. وأشار إلى أن هناك مناقشات جارية حول تطوير مؤسسات التكامل، مثل بنك التنمية الجديد وصندوق الاحتياطات المالية، التي ستدعم الشركات الروسية في التجارة داخل دول “بريكس”، وستوفر البنية التحتية المالية والتجارية المطلوبة.
من جانبه، أكد وزير المالية المصري محمد معيط، أن انضمام مصر لتجمع “بريكس” يُسهم في فتح آفاق جديدة للاستثمار والتصدير والحصول على تدفقات أجنبية. وأضاف معيط، أن التعامل بالعملات الوطنية يساعد مصر في ترشيد سلة عملات الفاتورة الاستيرادية، وبالتالي تخفيف الضغط على الموازنة العامة للدولة، التي تتحمل أعباء كبيرة لتأمين احتياجات المواطنين من القمح والوقود، خاصة في ظل ارتفاع أسعار السلع والخدمات على المستوى العالمي.
وأشار معيط، إلى أن انضمام مصر لتجمع “بريكس” يفتح بابًا لتوطين التكنولوجيا المتقدمة في مختلف القطاعات الاقتصادية وزيادة مستوى الإنتاج المحلي من خلال توسيع نطاق التعاون مع الدول الأعضاء، موضحًا أن مصر انضمت من قبل لعضوية بنك التنمية الجديد، وهو البنك الخاص بتجمع “بريكس”، الذي يمكن أن يوفر فرصًا تمويلية ميسرة للمشروعات التنموية والتحول الأخضر، وذلك بما يتوافق مع أهداف التنمية المستدامة والشاملة التي تسعى مصر لتحقيقها، ويساهم في تسريع وتيرة التعافي الاقتصادي وزيادة القدرة على احتواء التحديات الداخلية والخارجية.
مصر تنضم لتجمع “بريكس” الاقتصادي وتفتح آفاقًا جديدة للتعاون.
ماهي الدول التي تشكل بريكس؟
مجموعة “بريكس” هي تحالف اقتصادي وسياسي يضم خمس دول نامية هي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا. تأسست المجموعة في عام 2009 بعد أن كانت تضم أربع دول فقط تحت اسم “بريك”. وفي عام 2010، انضمت جنوب أفريقيا إلى المجموعة وأصبح اسمها “بريكس”. وفي عام 2023، دعت المجموعة ست دول أخرى للانضمام إليها، وهي السعودية والإمارات ومصر والأرجنتين وإثيوبيا وإيران، لتصبح “بريكس بلس”
هدف مجموعة “بريكس” هو تعزيز التكامل الاقتصادي والتجاري بين الدول النامية، وتحقيق نظام عالمي متعدد الأقطاب، وإنشاء مؤسسات مالية بديلة للدولار الأمريكي. كما تسعى المجموعة إلى توطين التكنولوجيا المتقدمة في مختلف القطاعات الاقتصادية، وزيادة مستوى الإنتاج المحلي، ودعم المشروعات التنموية والتحول الأخضر .
تشكل مجموعة “بريكس” ربع الاقتصاد العالمي، وأكثر من ثلاثة مليارات نسمة. وتحظى المجموعة بنفوذ سياسي كبير في المحافل الدولية، خاصة في مجلس الأمن الدولي، حيث تضم ثلاث دول دائمة العضوية هي روسيا والصين والهند. كما تضم المجموعة دولًا ذات تاريخ حضاري غني وثقافات متنوعة.
مصر تنضم لتجمع “بريكس” الاقتصادي وتفتح آفاقًا جديدة للتعاون.
الأهداف السياسية لمجموعة “بريكس” .
تحقيق نظام عالمي متعدد الأقطاب، يعكس التنوع والتوازن بين الدول النامية والمتقدمة، ويحترم سيادة واستقلال كل دولة .
تعزيز التعاون والتضامن بين الدول الأعضاء في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية، مثل الإرهاب والتطرف والتغير المناخي والأوبئة .
تشجيع الحوار والتشاور بين الدول الأعضاء وغيرها من الدول والمنظمات الدولية، لتعزيز السلام والأمن والتنمية في العالم .
تأسيس مؤسسات مالية وتجارية بديلة للهيمنة الغربية، مثل بنك التنمية الجديد وصندوق الاحتياطات المالية، لتوفير التمويل والتسهيلات للدول الأعضاء وغيرها من الدول النامية.
تبادل الخبرات والمعرفة بين الدول الأعضاء في مجالات التكنولوجيا والابتكار والثقافة والتعليم، لزيادة قدراتها التنافسية والإبداعية.
هل توجد اتفاقات تجارية شاملة بين دول بريكس والاتحاد الأوروبي؟
لا يوجد اتفاقات تجارية شاملة بين دول بريكس والاتحاد الأوروبي، لكن هناك بعض الاتفاقات الثنائية أو الجزئية بين بعض الدول الأعضاء في كل من التكتلين. على سبيل المثال:
الاتحاد الأوروبي والهند يتفاوضان على اتفاقية تجارة حرة منذ عام 2007، لكنهما لم يتوصلا إلى اتفاق نهائي بسبب بعض الخلافات حول الرسوم الجمركية والمنافسة والملكية الفكرية .
الاتحاد الأوروبي والبرازيل يشكلان جزءًا من مجموعة ميركوسور، التي تضم أيضًا الأرجنتين والأوروغواي وباراغواي. وقد أبرمت ميركوسور والاتحاد الأوروبي اتفاقية تجارة حرة في عام 2019، لكنها لم تدخل حيز التنفيذ بعد بسبب مخاوف بشأن التغير المناخي وحقوق الإنسان .
الاتحاد الأوروبي وجنوب إفريقيا يشكلان جزءًا من اتفاقية التجارة والتنمية والتعاون، التي تضم أيضًا بوتسوانا وإسواتيني وليسوتو وموزمبيق وناميبيا. وقد دخلت هذه الاتفاقية حيز التنفيذ في عام 2000، وتهدف إلى تحسين التجارة والتعاون في مجالات مثل التعليم والصحة والطاقة .
الاتحاد الأوروبي وروسيا لديهما شراكة استراتيجية منذ عام 1997، تشمل مجالات مثل التجارة والطاقة والأمن. لكن هذه الشراكة تعاني من التوترات بسبب قضايا مثل سوريا وأوكرانيا والعقوبات المفروضة على روسيا.
الاتحاد الأوروبي والصين لديهما شراكة استراتيجية أيضًا منذ عام 2003، تشمل مجالات مثل التجارة والطاقة والبيئة. لكن هذه الشراكة تواجه أيضًا صعوبات بسبب قضايا مثل حقوق الإنسان والملكية الفكرية والإغلاق المستمر للصحافة.