مصر وإثيوبيا تقتربان… من حل أزمة سد النهضة بوساطة إماراتية,تشير معلومات موثوقة من مصادر مطلعة على مفاوضات سد النهضة الإثيوبي إلى وجود تقدم جديد في احتمال التوصل إلى تسوية جديدة بين القاهرة وأديس أبابا، بدعم من الإمارات، تنص على تحديد حصص مائية لكل من مصر وإثيوبيا من نهر النيل.
وتتضمن هذه المعلومات أن إثيوبيا قد تخفض ارتفاع بعض أجزاء السد، مما يسمح لمصر بالحصول على كمية أكبر من المياه. وقد أبدى رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد، يوم الخميس الماضي، استعداد بلاده لاستئناف المفاوضات مع مصر والسودان حول سد النهضة.
وأكد أبي أحمد في كلمة أمام البرلمان الإثيوبي، أن بلاده تجاوزت التحديات التي كانت تواجهها في مشروع سد النهضة، وأن حكومته تعمل على وضع “خطط استراتيجية مستقبلية مشتركة” ستقدمها للسودان ومصر، بهدف خدمة مصالح الدول الثلاث.
مصر وإثيوبيا تقتربان… من حل أزمة سد النهضة بوساطة إماراتية.
كما قال أبي أحمد إن “عملية التخزين في سد النهضة ستكون تدريجية هذا العام”، مؤكداً “الالتزام بعدم التسبب في ضرر للسودان ومصر”. وأضاف أن إثيوبيا “ستقوم بتخزين الماء في سد النهضة خلال فترة الأمطار الحالية بشكل تدريجي، دون التأثير سلباً على دول المصب”.
ورجح خبراء في هندسة السدود أن يشهد الفترة المقبلة توقيع اتفاقية بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وأبي أحمد، تقضي بالاعتراف بحق إثيوبيا في حصة من ماء النيل، بشروط محددة، وبرعاية من الإمارات.
وربط هؤلاء ذلك بظهور بعض التقارير غير الرسمية عن إمكانية تخفيض إثيوبيا لارتفاع المجرى المائي للسد من 625 متراً إلى 621 متراً فوق سطح البحر، لإظهار حسن نية تجاه مصر، أو للاستجابة لشروط الإمارات ومصر. وبهذا الشكل، قد تحصل مصر في نهاية العام المائي الحالي على نحو 10 مليارات متر مكعب من المياه، بدلاً من 6 مليارات متر مكعب في حال بقي ارتفاع السد كما هو. ولكن هذا يعتمد على كمية الفيضان، فإذا كان أقل من المتوسط، فلن تحصل مصر على هذه الكمية، حتى لو توقفت إثيوبيا عند ارتفاع 621 متراً.
وأثارت تصريحات لوزير الموارد المائية والري المصري السابق محمد نصر الدين علام، حول تأثير سد النهضة على مصر، ردود فعل واسعة بين المختصين والمواطنين المصريين. وقال علام في منشور على “فيسبوك”، إن سد النهضة سيخفض من حصة مصر المائية التي تنفيها إثيوبيا، وأنه سيسبب خسائر مائية لمصر بسبب التبخير والتسرب من السد.
وأضاف علام أن “الضرر الذي سيحدثه سد النهضة لمصر ليس مؤقتاً، بل دائماً، وسيزداد في فترات الجفاف”. وأوضح أن “السد سيملأ ويفرغ عدة مرات خلال عمره، وهذا سيؤثر على كمية الماء التي تصل إلى مصر”. وأشار إلى أن “حتى لو تم التوصل إلى اتفاق للملء والتشغيل، فستظل هناك خسائر مائية لمصر، لكنها قابلة للتحمّل”. وأكد أن “السد سيؤدي إلى تأثيرات بيئية سلبية في دلتا النيل، وانخفاض في المياه الجوفية في الوادي والدلتا، ومشاكل في الملاحة في النهر، وانخفاض في إنتاجية المزارع السمكية”.
مصر وإثيوبيا تقتربان… من حل أزمة سد النهضة بوساطة إماراتية.
أما أستاذ الموارد المائية في جامعة القاهرة نادر نور الدين، فقال إن “إثيوبيا خزّنت 14 مليار متر مكعب من الماء في سد النهضة في الملء الثالث، ليرتفع إجمالي المخزون إلى 22 مليار متر مكعب”. وأضاف أن “الفيضان كان غزيراً في ذلك العام، فامتلأت سدود السودان وبحيرة ناصر في مصر”. وقال: “إذا كان الفيضان غزيراً، فلا يهم كم تخزّن إثيوبيا من الماء، فلا يؤثر ذلك على تدفقات النيل إلى السودان ومصر”. وأكد أن “إثيوبيا تجاهلت طلبات مصر والسودان.