الصين تزيد من شراء الذهب…لتخفيف اعتمادها على الدولار. واصل البنك المركزي الصيني شراء الذهب للشهر العاشر على التوالي في أغسطس، مما يرفع احتياطياته من المعدن الأصفر إلى 2165 طنًا، وفقًا لتقرير نشرته “بلومبرغ”1. وتأتي هذه الخطوة في إطار جهود الصين لتقليل تأثير الدولار على اقتصادها وتجارتها مع العالم، خاصة في ظل استخدام الولايات المتحدة للدولار كسلاح لفرض عقوبات على دول مثل روسيا وإيران.
الصين تزيد من شراء الذهب…لتخفيف اعتمادها على الدولار.
وقد شهدت الصين انخفاضًا في حيازاتها من سندات الخزانة الأميركية، التي تعد أكبر مالك أجنبي لها، إلى أدنى مستوى منذ 14 عامًا في يونيو، حيث بلغت 835.4 مليار دولار، بانخفاض 103.4 مليار دولار عن يونيو 2022 . ويرى بعض المحللين أن هذا يعكس رغبة الصين في تنويع احتياطاتها من العملات والأصول.
والصين ليست وحدها في زيادة حصتها من الذهب في احتياطاتها. ففي مايو، أظهر تقرير لمجلس الذهب العالمي أن 62 بالمئة من البنوك المركزية حول العالم تخطط لزيادة حجم شرائها من الذهب خلال السنوات الخمس المقبلة . ويرجع ذلك إلى أسباب عديدة، من بينها تحسين المرونة المالية والحفاظ على قيمة احتياطاتها وزيادة التنوع وخفض التقلبات.
ويرتبط سعر الذهب بعلاقة عكسية مع سعر الدولار، فكلما ارتفع سعر الدولار نتيجة لقوة اقتصادية أو سياسية أو غير ذلك، كلما انخفض سعر الذهب، والعكس صحيح. وغالبًا ما يلجأ المستثمرون إلى شراء الذهب كملاذ آمن في أوقات الأزمات أو التضخم أو التوترات الجيوسياسية. وقد شهد سعر الذهب ارتفاعًا كبيرًا خلال جائحة كورونا، حيث بلغ أعلى مستوى له على الإطلاق في أغسطس 2020، عندما تجاوز 2000 دولار للأوقية .
وتسعى الصين ودول أخرى إلى تحدي هيمنة الدولار على النظام المالي العالمي، والذي يمنح الولايات المتحدة نفوذًا كبيرًا على السياسة والاقتصاد والأسواق. وقد اتخذت الصين خطوات لتعزيز دور عملتها الوطنية، اليوان، في التجارة الدولية والمدفوعات والاستثمارات. كما تعمل مع دول أخرى، مثل روسيا والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا، في إطار مجموعة البريكس، على إيجاد بدائل للدولار في التعاملات المالية.
لكن رغم جهود إزالة الاخضر، فإن الدولار لا يزال يحتفظ بمكانته كأهم عملة في العالم. فقد ارتفعت نسبة المدفوعات العالمية التي تشمل الدولار إلى مستوى قياسي بلغ 46 بالمئة في يوليو، بحسب سويفت . ويرجع ذلك إلى دور الدولار كوسيلة للتبادل والحساب والتخزين للقيمة، بالإضافة إلى سيولته وثقته وقانونيته. وقد قال جيم أونيل، الرئيس السابق لإدارة الأصول في غولدمان ساكس، والذي ابتكر اسم مجموعة البريكس، إن فكرة إنشاء عملة مشتركة لهذه المجموعة هي “سخيفة”، لأنه لا يوجد سبب قوي للاستغناء عن الدولار.
الصين تزيد من شراء الذهب…لتخفيف اعتمادها على الدولار.
سعر صادرات الصين بالنسبة للدولار.
يتحدد بناء على عوامل عديدة، منها العرض والطلب وسعر الصرف والسياسات التجارية والمنافسة الدولية. بشكل عام، كلما ارتفع سعر الدولار مقابل اليوان، كلما زادت تنافسية الصادرات الصينية في الأسواق العالمية، لأنها تصبح أرخص للمستوردين. والعكس صحيح، كلما انخفض سعر الدولار مقابل اليوان، كلما نقصت تنافسية الصادرات الصينية، لأنها تصبح أغلى للمستوردين.
وفقًا لبيانات بنك البيانات ، بلغت قيمة صادرات الصين (بالأسعار الجارية للدولار الأمريكي) 2.8 تريليون دولار في عام 2021، مقارنة بـ 2.5 تريليون دولار في عام 2020. وهذا يعني أن الصين شهدت نموًا في صادراتها بنسبة 12% رغم تأثير جائحة كورونا والحرب التجارية مع الولايات المتحدة. وفي نفس الفترة، انخفض سعر الدولار مقابل اليوان من 6.9 في يناير 2020 إلى 6.4 في ديسمبر 2021 . وهذا يعني أن اليوان ارتفع قيمته بنسبة 7.2% أمام الدولار.
ومن المحتمل أن يستمر سعر صادرات الصين بالتأثر بالعوامل المذكورة أعلاه في المستقبل. فمثلاً، إذا استمر سعر الدولار في التراجع أمام اليوان، فقد يؤدي ذلك إلى خفض تنافسية الصادرات الصينية وزيادة ضغط التضخم على اقتصادها. وإذا استمر التوتر التجاري مع الولايات المتحدة، فقد يؤدي ذلك إلى فرض رسوم جمركية أو قيود أخرى على تدفق البضائع بين البلدين. وإذا ازدهرت اقتصادات دول أخرى، فقد يؤدي ذلك إلى زيادة المنافسة على حصة السوق من قبل الموردين من تلك الدول.
كم تبلغ صادرات الصين إلى الولايات المتحدة؟
وفقًا لبيانات مركز التجارة الدولية ، بلغت قيمة الصادرات الصينية إلى الولايات المتحدة 451.8 مليار دولار في عام 2020، بانخفاض 7.1 في المئة عن عام 2019. وبلغت قيمة الواردات الصينية من الولايات المتحدة 134.9 مليار دولار في عام 2020، بزيادة 9.8 في المئة عن عام 2019. وبذلك، بلغت الفائض التجاري للصين مع الولايات المتحدة 316.9 مليار دولار في عام 2020، بانخفاض 6.4 في المئة عن عام 2019.
أهم السلع التي تصدرها الصين إلى الولايات المتحدة.
الآلات والأجهزة والمعدات الكهربائية والأثاث والألعاب والمنسوجات والملابس والأحذية والمواد الكيماوية والمنتجات المعدنية.
أهم السلع التي تستوردها الصين من الولايات المتحدة .
الطائرات والمعدات الفضائية والسيارات والحبوب والزيوت النباتية والبذور والثمار والمكسرات والأخشاب والورق والأدوية.
وتشهد التجارة بين الصين والولايات المتحدة توترًا منذ عام 2018، حيث فرضت كلا البلدين رسومًا جمركية على بعضهما البعض في إطار حرب تجارية. وفي يناير 2020، توصلا إلى اتفاق تجاري جزئي ، يتضمن التزام الصين بزيادة شرائها من المنتجات والخدمات الأمريكية بقيمة 200 مليار دولار خلال عامي 2020 و2021 . لكن تأثير جائحة كورونا أثر سلبًا على تنفيذ هذا الاتفاق، حيث لم تستطع الصين تحقيق أهدافها في شراء المنتجات الأمريكية.