ما هو مشروع الممر الاقتصادي الجديد…بين الهند والخليج وأوروبا؟في قمة العشرين التي عقدت في الهند يوم السبت، أطلق ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مبادرة طموحة لإنشاء ممر اقتصادي يربط بين الهند والخليج وأوروبا، بمشاركة عدة دول من بينها الإمارات والأردن وإسرائيل. ووقع القادة المشاركون في القمة، بما في ذلك الرئيس الأمريكي جو بايدن، مذكرة تفاهم للتعاون في تنفيذ المشروع، الذي يهدف إلى تحسين التجارة والطاقة والاتصالات في المنطقة. أهداف ومزايا المشروع. وفقاً لصحيفة “فايننشال تايمز”، سيربط الممر الاقتصادي الجديد بحر العرب بالبحر المتوسط عبر خط سير يبدأ من الهند ويمر بالإمارات والسعودية والأردن وإسرائيل، قبل أن يصل إلى أوروبا. وسوف يضم المشروع مجموعة من المشاريع البحرية والبرية والكهربائية، التي تسهل حركة البضائع والطاقة والبيانات بين الدول المشاركة. ومن بين أبرز مزايا المشروع، تخفيض زمن نقل التجارة بين الهند وأوروبا بنسبة 40%، كما قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين. كما ستسهم المشاركة في المشروع في تعزيز أمن الطاقة للدول المستوردة للطاقة، من خلال نقل الكهرباء المتجددة والهيدروجين النظيف عبر كابلات وخطوط أنابيب. إضافة إلى ذلك، ستستفاد من المشروع في تطوير الاقتصاد الرقمي عبر ربط شبكات الألياف الضوئية التي تحول نقل البيانات. واتفق القادة على إعداد “خطة عمل” خلال شهران لتحديد التفاصيل التقنية والمالية للمشروع. كما أثنى جو بايدن على المبادرة، قائلاً إنها “تاريخية”، وإنها ستسهم في جلب “السلام والثروة” إلى منطقة “كانت مضطربة لفترات طويلة”. ورحب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالمشروع، واصفاً إياه بـ “التاريخي”، وقائلاً إنه سيفتح “فرصاً جديدة” لإسرائيل والمنطقة. جدل وانتقادات حول المشروع. لكن المشروع لم يخلُ من الجدل والانتقادات، خاصة في بعض الدول العربية التي شعرت بالإهمال أو التهديد من قبل المشروع. ففي مصر، أثار المشروع موجة من الغضب والقلق على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث رأى البعض أن المشروع يهدف إلى تقويض دور قناة السويس كممر رئيسي للتجارة بين الشرق والغرب. واتهم البعض السعودية بـ “الخيانة” و”المؤامرة” على مصر، وطالبوا بمقاطعة المنتجات السعودية. في المقابل، دافع آخرون عن المشروع، قائلين إنه لا يمكن أن يحل محل قناة السويس، لأنه غير عملي وغير مجدي اقتصادياً. كما اعتبر آخرون أن المشروع هو في الأساس تطبيع سعودي إسرائيلي، وأن مصر لا تدخل في حساباته. أما في لبنان، فكان الجدل حول سبب عدم اختيار لبنان كمحطة للمشروع، بدلاً من إسرائيل. فكتب الوزير السابق غسان حاصباني على تويتر: “كان يجب أن يكون هذا المشروع من خلال بيروت وليس حيفا”. وألقى حاصباني باللوم على “الذين عزلوا لبنان عن محيطه”، في إشارة إلى دور حزب الله في المنطقة. ولكن هذه الآراء قابلها آخرون بالتشكيك في إمكانية إشراك لبنان في المشروع دون مروره عبر سوريا، التي تخضع لعقوبات أمريكية. كما اتهم بعض المغردين حاصباني بـ “التطبيل” لإسرائيل، وقالوا إن لبنان لا يحتاج إلى مثل هذه المشاريع التطبيعية.
ما هو مشروع الممر الاقتصادي الجديد…بين الهند والخليج وأوروبا؟
ماهو مسار الممر الاقتصادي؟
الدول التي ستشملها المسار هي الهند والإمارات والسعودية والأردن وإسرائيل وأوروبا. وسيكون الممر الاقتصادي عبارة عن ممرين منفصلين، أحدهما يربط الهند بالخليج العربي، والآخر يربط الخليج العربي بأوروبا . وستكون هذه الدول متصلة بواسطة خطوط سكك حديدية وموانئ بحرية وكابلات نقل طاقة وبيانات .
كيف ستساهم إسرائيل في هذا المشروع؟
إسرائيل ستساهم في هذا المشروع بعدة طرق، منها:
- توفير موقع استراتيجي للممر الاقتصادي، حيث ستكون نقطة الوصل بين الخليج العربي وأوروبا، وستسمح بنقل البضائع والطاقة والبيانات عبر ميناء حيفا.
- تقديم خبراتها وقدراتها في مجالات البنية التحتية والطاقة المتجددة والهيدروجين النظيف والاقتصاد الرقمي، والتعاون مع الدول الأخرى في تطوير هذه المجالات.
- تحسين علاقاتها مع الدول العربية المشاركة في المشروع، والمساهمة في تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة.
ما هو مشروع الممر الاقتصادي الجديد…بين الهند والخليج وأوروبا؟
ماهي الفوائد المتوقعة لهذا المشروع؟
هذا المشروع له العديد من الفوائد المتوقعة، من بينها:
- تحسين التجارة بين الهند والخليج وأوروبا، من خلال تخفيض زمن النقل والتكاليف والحواجز الجمركية.
- تعزيز أمن الطاقة للدول المشاركة، من خلال نقل الكهرباء المتجددة والهيدروجين النظيف، وتحفيز الابتكار في مجالات الطاقة النظيفة.
- تطوير الاقتصاد الرقمي والاتصالات، من خلال ربط شبكات الألياف الضوئية والإنترنت، وتمكين نقل البيانات بشكل آمن ومستقر.
- إنشاء فرص عمل واستثمار جديدة، من خلال زيادة الطلب على البنية التحتية والخدمات في المنطقة.
- تحقيق التكامل والتعاون بين الدول المشاركة، وتعزيز السلام والاستقرار في المنطقة.
هل لهذا المشروع تأثير سلبي علي مصر؟
هذا المشروع قد يكون له تأثير سلبي على مصر من عدة نواح، ولكن ليس بشكل حاسم أو قاطع. بعض النواح التي قد يضر بها المشروع مصر هي:
- تنافسه مع قناة السويس كممر تجاري بين الشرق والغرب، مما قد يؤدي إلى خسارة مصر لجزء من دخلها من رسوم الملاحة.
- تقويته للتحالف الإقليمي بين السعودية والإمارات وإسرائيل، مما قد يؤثر على موقف مصر في القضايا العربية والفلسطينية.
- تجاهله لدور مصر كقوة إقليمية وشريك استراتيجي للهند وأوروبا وأمريكا، مما قد يضعف نفوذها وتأثيرها في المنطقة.
ولكن هذا المشروع لا يضر بمصر بشكل كامل أو نهائي، لأنه لا يستطيع أن يحل محل قناة السويس، التي تظل أسرع وأرخص وأكثر أماناً من الممر الجديد. كما أن مصر لا تزال تحظى بعلاقات جيدة مع الدول المشاركة في المشروع، وتستطيع أن تستفيد منه في حال انضمامها إليه أو التعاون معه.