الصين تطور صاروخًا باليستيًا…جديدًا يعبر القارات.وهو صاروخ ثقيل متعدد المراحل يخرج من الغلاف الجوي للأرض ويسافر حول العالم بسرعات هائلة، قبل أن يدخل من جديد ويهبط نحو هدفه بسرعة 20 ضعف سرعة الصوت. هذا الصاروخ الفتاك “لا يسهل التعامل معه” عادة ما تحمل مثل هذه الصواريخ رأسا حربيا نوويا، لكن هذا الصاروخ، بشكل فريد، سيكون مسلحا بمتفجرات تقليدية.
البنتاغون يعرف هذه المنظمة العسكرية جيدا، حيث حاولت منذ سنوات تطوير نفس النوع من الصواريخ الباليستية العابرة للقارات “التقليدية غير النووية”، ثم استسلمت في نهاية المطاف عندما أدركت حجم المجازفة المحتملة التي تأتي مع هذا السلاح. واشنطن أدركت إنها إذا ما أطلقت صاروخا بالستيا عابرا للقارات، فإن الدول المسلحة نوويا سوف تكتشف عملية الإطلاق، ولن تستطيع تمييزه عن الصاروخ النووي، وقد تتشجع لإطلاق أسلحتها النووية.
البنتاغون حذر في تقريره السنوي الأخير من القدرات العسكرية الصينية، ومن أن “الصواريخ الباليستية العابرة للقارات المسلحة تقليديا ستشكل أخطارا كبيرة على الاستقرار الاستراتيجي”. وتمتلك قوات الجيش الصيني 350 صاروخا نوويا عابرا للقارات ذات مدى عالمي، وهي ثالث أكبر ترسانة صاروخية نووية بعد أميركا وروسيا، بالإضافة إلى 2500 صاروخ باليستي تقليدي متوسط وقصير المدى و300 صاروخ كروز يُطلق من الجو.
على الرغم من قوتها التدميرية، فإن الصواريخ الباليستية القصيرة والمتوسطة المدى وصواريخ كروز التابعة لجيش التحرير الشعبي الصيني هي أنواع الذخائر التي تعرف القوات الأميركية كيفية هزيمتها. أنفقت وكالة الدفاع الصاروخي الأميركية مئات المليارات من الدولارات في العقود الأخيرة لتزويد الجيش والبحرية والقوات الجوية الأميركية بأجهزة استشعار للكشف عن الصواريخ القادمة وصواريخ كروز بالإضافة إلى صواريخ خاصة لإسقاطها.
ولكن، لا تعمل أي من هذه الدفاعات ضد الصواريخ الباليستية العابرة للقارات. على الأقل، لا أحد منهم يعمل بشكل جيد للغاية. يسافر الصاروخ الباليستي العابر للقارات بسرعة أكبر بكثير من أي صاروخ آخر.
وتعلم وزارة الدفاع الأمريكية أنها لا تستطيع بشكل موثوق إسقاط الصواريخ الباليستية العابرة للقارات الصينية التقليدية. وحذر البنتاغون في تقريره الأخير من أنه “إذا تم تطوير هذه القدرات ونشرها، فإنها ستسمح للصين بشن ضربات تقليدية ضد أهداف في الولايات المتحدة وهاواي وألاسكا”.
وإذا لم يتمكن الأميركيون من التمييز بين صاروخ باليستي عابر للقارات نووي وآخر غير نووي، ولم يتمكنوا أيضا من التأكد من قدرتهم على إسقاط صاروخ بالستي عابر للقارات قادم، فيتعين عليهم التعامل مع كل إطلاق لصاروخ عابر للقارات باعتباره ضربة نووية محتملة والرد وفقا لذلك.
إذا وضعت بكين بالفعل رأسا حربيا غير نووي فوق صاروخ باليستي عابر للقارات، فستكون الولايات المتحدة من بين تلك الدول التي لن تستطيع التعرف على نوع الصاروخ القادم، مما قد يسبب إرباكا كبيرا وقد يؤدي لتصرف عسكري كارثي.
وفقا لتقرير “تليغراف”، الخطر واضح. لا توجد أنظمة معاهدة تحكم تطوير الصواريخ في الصين. هناك القليل من الأدوات الدبلوماسية أو الاقتصادية التي يمكن للولايات المتحدة أن تستخدمها لإجبار الصين على عدم السعي للحصول على قدرة عسكرية جديدة قوية.
أحد السيناريوهات المرعبة، إذا قامت الصين بنشر صاروخ باليستي عابر للقارات تقليدي، هو أن تقوم الولايات المتحدة أخيرا بنشر واحد أيضا.
الصين تطور صاروخًا باليستيًا…جديدًا يعبر القارات.
ماهي الصواريخ الباليستية؟
الصاروخ الباليستي، المعروف أيضاً بالصاروخ القوسي أو القذيفة التسيارية، هو نوع من الصواريخ التي تتبع مسارًا منحنيًا (أو شبه مداري). هذا المسار يتأثر حصراً بالجاذبية الأرضية والاحتكاك الهوائي.
الصواريخ الباليستية لديها القدرة على حمل أنواع مختلفة من الرؤوس الحربية، مثل الرؤوس الكيميائية (النووية) والشديدة الانفجار. هذا يجعلها سلاحًا قادرًا على الوصول إلى أي نقطة على الأرض، بغض النظر عن الحدود الجغرافية بين الدول.
الصين تطور صاروخًا باليستيًا…جديدًا يعبر القارات.
تم تقسيم الصواريخ الباليستية إلى أربع فئات رئيسية بناءً على مداها:
- الصواريخ الباليستية عابرة للقارات (ICBM): مداها أكبر من 5500 كم.
- الصواريخ الباليستية فوق المتوسط (IRBM): مداها من 3000 إلى 5500 كم.
- الصواريخ الباليستية متوسطة المدى (MRBM): مداها من 1000 إلى 3000 كم.
- الصواريخ الباليستية قصيرة المدى (SRBM): مداها حتى 1000 كم.
أول صاروخ يمكن أن نطلق عليه اسم صاروخ باليستي هو صاروخ فاو-2 (V2) المصنّع في ألمانيا النازية من قبل فيرنر فون براون سنة 1938 والذي استعمل خلال الحرب العالمية الثانية ومداه 200 كم تقريباً.