سد النهضة…إثيوبيا تعلن اكتمال ملء الخزان وسط خلاف مع مصر والسودان. أعلنت إثيوبيا يوم الأحد أنها أنهت المرحلة الأخيرة من ملء خزان سد النهضة، وهو مشروع ضخم لإنتاج الكهرباء من النيل الأزرق، والذي يثير اعتراضات شديدة من جارتيها مصر والسودان. وبدأت إثيوبيا بناء سد النهضة، الذي يعد أكبر سد في أفريقيا، في عام 2011 بتكلفة تزيد عن 3,7 مليارات دولار، وتقول إنه ضروري لتلبية احتياجاتها المتزايدة من الطاقة ودعم نموها الاقتصادي.
وكتب رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد على منصة “إكس” أن “التعبئة الرابعة والأخيرة لسد النهضة تمت بنجاح”، مشيرا إلى أن بلاده تغلبت على “الكثير من التحديات” و”الضغوطات” لإنجاز هذا المشروع. ووصف المكتب الإعلامي للحكومة الإثيوبية هذا الإنجاز بأنه “هدية للأجيال”، وأكد أن “إثيوبيا الغد ستكون قوية على أسس صلبة”.
وجاء هذا الإعلان بعد أسبوعين من استئناف المفاوضات بين إثيوبيا ومصر والسودان في 27 آب/أغسطس، بعد توقف دام عدة أشهر، حول آلية تشغيل سد النهضة. وقال وزير الموارد المائية والري المصري هاني سويلم في بداية هذه الجولة إن هدفها هو التوصل إلى اتفاق “يراعي مصالح وشواغل” الدول الثلاث.
ورفضت مصر هذا الإعلان بشدة، معتبرة أنه “مخالف قانوني” يتجاهل حقوق دول المصب في الماء. وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان إن “إثيوبيا لا يمكن أن تستمر في فرض سياسة الأمر الواقع على حساب حقوق دول المصب”. وأضافت أن “مصر لن تقبل بأية خطوات أحادية تؤثر على أمنها المائي”.
ولسد النهضة أهمية كبرى بالنسبة لإثيوبيا، التي تسعى إلى مضاعفة إنتاجها من الكهرباء، التي يفتقر إليها نصف سكانها. وسيرفع سد النهضة، الذي يمتد على طول 1,8 كيلومتر ويبلغ ارتفاعه 145 مترا، قدرة إثيوبيا من الكهرباء إلى 16,7 جيجاوات، مقارنة بـ4,5 جيجاوات حاليا.
ولكن مصر والسودان يخشيان أن يؤدي هذا السد إلى تقليل تدفق المياه إليهما، مما يهدد حياتهما الزراعية والاقتصادية. وتعتمد مصر على نهر النيل في 97 % من احتياجاتها المائية، وتعتبر هذا السد تهديدا وجوديا لها. أما السودان، فقد تغير موقفه من هذا المشروع عدة مرات، وأحيانا انضم إلى مصر في المطالبة بوقف ملء الخزان، وأحيانا أخرى توافق مع إثيوبيا على بعض النقاط.
وفي منتصف تموز/يوليو الماضي، اتفق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وأبيي أحمد على منحهما 4 أشهر للتوصل إلى اتفاق بشأن سد النهضة، خلال قمة للاتحاد الأفريقي في السودان. وكان هذا هو أول لقاء بينهما منذ بدء الحرب في إقليم تيغراي في شمال إثيوبيا في نوفمبر/تشرين الثاني 2020.
سد النهضة… إثيوبيا تعلن اكتمال ملء الخزان وسط خلاف مع مصر والسودان.
ماهي النقاط التي يختلف عليها مصر والسودان حول سد النهضة ؟
النقاط التي يختلف عليها مصر والسودان حول سد النهضة كما يلي:
- قواعد ملء وتشغيل السد في فترات الجفاف والفيضان، والتي تؤثر على حصة كل دولة من المياه وأمنها المائي.
- آلية فض النزاعات والتحكيم في حال حدوث خلافات أو أزمات مستقبلية بين الدول الثلاث.
- الآثار البيئية والأمنية للسد على دولتي المصب، خاصة فيما يتعلق بأمان السد والسدود الأخرى في مصر والسودان.
- التزام إثيوبيا بالاتفاقات السابقة وعدم اتخاذ خطوات أحادية تضر بحقوق دول المصب.
سد النهضة… إثيوبيا تعلن اكتمال ملء الخزان وسط خلاف مع مصر والسودان.
ماهي اسباب بناء اثيوبيا سد النهضة؟
إثيوبيا لجأت إلى بناء سد النهضة لعدة أسباب، منها:
- تحقيق طموحاتها في أن تصبح أكبر دولة مصدّرة للكهرباء من المصادر المائية في أفريقيا، بعدما كانت واحدة من أفقر دول العال.
- تلبية احتياجاتها المتزايدة من الطاقة ودعم نموها الاقتصادي، خاصة في ظل نقص الكهرباء الذي يفتقر إليه نصف سكانها.
- توحيد الإثيوبيين خلف مشروع وطني يعزز هويتهم وسيادتهم، في ظل الصراعات العرقية والسياسية التي تشهدها البلاد.
- فرض نفوذ إثيوبي في المنطقة والتحكم بالنيل الأزرق، الذي يشكل 85% من مجرى نهر النيل.
ماهي الآثار المتوقعة لبناء سد النهضة على مصر والسودان ؟
- تقليل كمية المياه المتدفقة إلى مصر والسودان، مما يهدد أمنهما المائي وحياتهما الزراعية والاقتصادية.
- حجز الطمي في بحيرة السد، مما يؤدي إلى تدهور خصوبة الأراضي الزراعية في مصر والسودان، وزيادة الحاجة إلى استخدام الأسمدة الكيميائية.
- فقدان مساحات كبيرة من أراضي الري الفيضي الزراعية في السودان، بالإضافة إلى فقدان الأراضي الزراعية في منطقة السد في إثيوبيا نفسها.
- اختفاء النشاط التعديني وتهجير السكان في المناطق المحيطة بالسد في إثيوبيا.
- تأثير سلبي على التنوع البيولوجي والحيوانات المائية في نهر النيل، وخاصة في بحيرة ناصر والدلتا.
- تغير في مناخ المنطقة وزيادة خطر حدوث جفاف أو فيضانات.