ما هي تداعيات حظر روسيا على تصدير الوقود؟ في 21 سبتمبر، أعلنت روسيا أنها ستوقف مؤقتا تصدير البنزين والديزل إلى كل الدول ما عدا أربع دول من الاتحاد السوفيتي السابق، بهدف التغلب على نقص الوقود في السوق المحلية. وهذا القرار يؤثر بشكل كبير على التجارة العالمية للوقود، التي كانت تعاني بالفعل من العقوبات التي فرضها الغرب على روسيا بسبب دورها في النزاع في أوكرانيا.
في 25 سبتمبر، خففت روسيا قليلا من الحظر، وسمحت بتصدير بعض أنواع الوقود المستخدمة في تزويد السفن، والديزل ذي المحتوى العالي من الكبريت. ولكن لم تحدد موعدا لإنهاء الحظر بالكامل.
وتقول المصادر المطلعة إن المستوردين سيضطرون إلى البحث عن موردين آخرين حتى تستطيع روسيا استعادة مستوى مخزوناتها.
ما هي تداعيات حظر روسيا على تصدير الوقود؟
ما هو سبب هذه المشكلة؟
روسيا هي واحدة من أكبر منتجي ومصدري النفط في العالم، لكن سوقها المحلية للوقود تأثرت سلبا بعدة عوامل، منها أعمال الصيانة في مصافي التكرير، والإشكالات في نقل الوقود عبر السكك الحديدية، وانخفاض قيمة الروبل مقابل الدولار، مما جعل التصدير أكثر جاذبية.
ولم تنجح روسيا في حل مشكلة نقص وقود البنزين والديزل خلال الأشهر الماضية، فضطرت إلى فرض قيود على التصدير لمنع حدوث أزمة وطنية في قطاع الطاقة، وهو ما قد يؤثر سلبا على شعبية الحكومة قبيل انتخابات الرئاسة المقررة في مارس.
وأكد نائب رئيس مجلس الوزراء ألكسندر نوفاك في 4 أكتوبر أن هذه التدابير كانت فعالة، وأضاف أن مخزونات روسيا من الوقود زادت بمقدار 430 ألف طن منذ فرض هذه التدابير.
أكثر من سيلحظ بالفارق هم المستوردون للديزل من روسيا، حيث تحتل روسيا المرتبة الأولى في العالم في تصدير هذا النوع من الوقود عبر البحر، تليها الولايات المتحدة.
وبحسب شركة فورتيكسا لتحليلات النفط، بلغ متوسط صادرات روسيا من الديزل 1.07 مليون برميل يوميا منذ بداية هذا العالم وحتى 25 سبتمبر، وهو ما يشكل 13.1 بالمئة من إجمالي تجارة الديزل البحرية.
أما بالنسبة للبنزين، فإن روسيا ليست مصدرا رئيسيا له، إذ بلغ متوسط صادراتها منه 110 آلاف برميل يوميا في نفس الفترة، وفقا لفورتيكسا.
ما هي تداعيات حظر روسيا على تصدير الوقود؟
متى سينتهي الحظر؟
روسيا لم تحدد موعدا محددا لإنهاء الحظر، وقالت إنها ستستأنف التصدير عندما تستقر الأوضاع في سوقها المحلية.
ولكن صحيفة كوميرسانت نقلت عن مصادر لم تذكر أسماءها في 4 أكتوبر أن الحكومة الروسية تستعد لتخفيف الحظر على تصدير الديزل في الأيام القادمة.
كما نقلت وكالة تاس عن وزير الطاقة نيكولاي شولجينوف قوله إن الحكومة تبحث على كافة المستويات إمكانية السماح جزئيا بصادرات الوقود.
وتختلف آراء المحللين حول مدة استمرار الحظر. وقال بعضهم، مثل شركة إف.جي.إي إنرجي، إن حظر تصدير الديزل قد يستغرق حتى أسبوعين قبل أن تستعيد روسيا مخزوناتها وتعود للتصدير.
أما بالنسبة للبنزين، فإن التقديرات تختلف أكثر. وقال جيه.بي مورجان إن الحظر قد يستمر حتى نهاية موسم الحصاد في أكتوبر، في حين قالت إف.جي.إي إنرجي إن روسيا قد تحتاج إلى شهرين لإعادة مخزوناتها من البنزين.
بعد أن فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على واردات الوقود من روسيا عام 2022، اضطرت روسيا إلى تغير اتجاه صادراتها من الديزل وغيره من أنواع الوقود التي كانت تذهب إلى أوروبا. والآن، سيلامس المستوردون من هذه التغيرات.
وأشارت بيانات من شركة إل.إس.إي.جي إلى أن أكبر مستورد للديزل من روسيا هو البرازيل، التي استوردت نحو أربعة ملايين طن من الموانئ الروسية منذ بداية هذا العام، مقارنة بـ 74 ألف طن في عام 2022. وكان الديزل الروسي يحل محل الديزل الأميركي في سوق البرازيل.
وقال مصادر في السوق إن في حال استمرار الحظر الروسي لفترة طويلة، فإن البرازيل ستضطر إلى البحث عن مورد آخر لما يصل إلى 400 ألف طن من الديزل شهريا.
وكانت تركيا هي ثاني أكبر مستورد للديزل من روسيا، حيث استوردت نحو سبعة ملايين طن من الموانئ الروسية في نفس الفترة. ولكن تركيا لا تعتمد كثيرا على الديزل المنخفض المحتوى من الكبريت، وبإمكانها شراء زيت غاز عالي المحتوى من الكبريت.
أما بالنسبة للدول الأفريقية، فإنها كانت تستورد كميات كبيرة من الديزل وزيت الغاز من روسيا، خصوصا في شمال أفريقيا وغرب أفريقيا. وقال مصادر تجارية وملاحية إن هذه الدول ستحاول تأمين إمدادات بديلة من الشرق الأوسط والهند وتركيا.
ولكن هذه التغيرات قد تؤدي إلى ارتفاع في أسعار الديزل في هذه المناطق، خصوصا في ظل ارتفاع أسعار خام برنت فوق 80 دولارا للبرميل.
أما بالنسبة للبنزين، فإن روسيا لم تكن مصدرا رئيسيا له في العالم، لكنها كانت تصدر كمية معتبرة إلى دول شرق أوروبا وآسيا. وقال محللون إن هذه الدول قد تستطيع تعويض نقص صادرات روسيا من خلال زيادة إنتاجها المحلي أو استيراد المزيد من أوروبا.