غدا الأحد 28 مايو 2023، ستشهد مكة المكرمة ظاهرة فلكية مميزة وهي تعامد الشمس على الكعبة المشرفة في أول مرة من هذا العام. وستكون الشمس في استقامة تامة مع الكعبة عند أذان الظهر في المسجد الحرام، وستصل درجة حرارتها إلى 100 مليون درجة مئوية تقريبا، وهو ما يعادل سبعة أضعاف حرارة قلب الشمس. وستختفي ظلال جميع الأجسام في مكة في هذا التوقيت، بما في ذلك ظل الكعبة نفسها.
هذه الظاهرة لا تحدث إلا مرتين في السنة، وذلك بسبب موقع الكعبة بين خط الاستواء ومدار السرطان. ففي شهر مايو من كل عام، تنتقل الشمس من خط الاستواء إلى مدار السرطان، وتصبح على استقامة مع الكعبة. وفي شهر يوليو من كل عام، تعود الشمس جنوبا إلى خط الاستواء، وتتكرر نفس الظاهرة.
الظاهرة تحمل دلالات علمية ودينية هامة. فالقدماء استخدموها لتحديد اتجاه القبلة بدقة عالية، باستخدام قطعة خشبية منتصبة على سطح الأرض. فإذا كان ظل هذه القطعة صفرا، فإن اتجاهه المعاكس يشير إلى الكعبة تماما. كما استخدموها لحساب محيط الأرض بطريقة هندسية بسيطة، وأثبتوا بذلك كروية الأرض.
وستتحقق ظاهرة التعامد على الكعبة للمرة الثانية في هذا العام في يوليو المقبل، وستكون فرصة جديدة للاستمتاع بجمال هذه المناسبة الفلكية.