مفاوضات الرهائن تتوقف بسبب…مطالب حماس.لم تتمكن حركة حماس من التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل لإطلاق سراح بعض الرهائن الأجانب الذين تحتجزهم في قطاع غزة، بعد أن رفضت تنازلات من الجانب الإسرائيلي، وفقا لمصادر مطلعة على المفاوضات.
وقالت المصادر، التي تضم مسؤولا إسرائيليا ودبلوماسيا ومسؤولا أميركيا سابقا، لشبكة “إن بي سي” الإخبارية الأميركية، إن حماس أصرت على شرط وحيد هو تزويدها بالوقود لتشغيل محطة الكهرباء في غزة، معتبرة أن ذلك حقها الإنساني.
وأضافت المصادر، أن إسرائيل رفضت هذا الشرط، مطالبة بإطلاق سراح جميع الرهائن دون شروط، وخصوصا الذين يحملون جنسية إسرائيلية أو أميركية.
مفاوضات الرهائن تتوقف بسبب…مطالب حماس.
وأشارت المصادر، إلى أن المفاوضات انقطعت يوم الجمعة الماضي، قبل أن تشن إسرائيل هجوما بريا على غزة في نفس الليلة، في محاولة لإنهاء حكم حماس في القطاع.
وذكرت المصادر، أن حماس تحتجز أكثر من 200 رهينة من 25 دولة مختلفة، اختطفتهم خلال هجومها المفاجئ على إسرائيل في السابع من أكتوبر الجاري، والذي أودى بحياة نحو 1400 شخص في إسرائيل.
وأوضحت المصادر، أن قطر كانت تلعب دور الوسيط في المفاوضات، وأنها نجحت في إطلاق سراح 4 رهائن من النساء في عمليتين منفصلتين.
وبدا أن التصاريح التي أدلى بها مسؤولو البيت الأبيض يوم الجمعة، كانت جزءا من جهود لإخلاء سبيل الرهائن الأميركيين، لكن دون جدوى.
منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، تزداد الضغوط على الحكومة الإسرائيلية للتفاوض مع حركة حماس على تبادل الأسرى. وفقا لصحيفة “الغارديان” البريطانية، فإن نحو 230 رهينة من مختلف الجنسيات يقبعون في غزة، بينما يحتجز الاحتلال نحو 5 آلاف فلسطيني في سجونه. وقد طالب عدد من المسؤولين والأقارب بإجراء صفقة تبادل تضمن عودة المحتجزين إلى أهاليهم.
مفاوضات الرهائن تتوقف بسبب…مطالب حماس.
وذكرت الصحيفة أن جيورا إيلاند، الذي شغل منصب رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي في عهد رئيس الوزراء أرئيل شارون، كان واحدا من أبرز المطالبين بالتفاوض مع حماس على تبادل الأسرى. وقال إيلاند في مقابلة مع إذاعة “كان” الإسرائيلية: “لا يمكننا أن نستمر في هذه المأساة… يجب أن نضع حدا لهذه المعاناة ونعود بأبنائنا إلى بيوتهم”.
وأضاف إيلاند أنه يجب على إسرائيل التخلي عن شروطها المسبقة والتفاوض مع حماس دون وسطاء. وقال: “لا يمكننا أن نتوقع من حماس أن تتخلى عن مطالبها… يجب أن نتحدث معهم مباشرة ونتفق على صفقة تكون مقبولة للطرفين”.
وأشار إيلاند إلى أن هذه الصفقة ستكون مشابهة لصفقة “شاليط” التي تمت في عام 2011، والتي تم بموجبها إطلاق سراح جندي إسرائيلي مقابل 1027 سجين فلسطيني.
وفي سياق متصل، نقلت الصحيفة عن بعض أقارب المحتجزين في غزة قولهم إنهم التقوا برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يوم السبت الماضي في تل أبيب، وأبلغوه بضرورة التحرك لإطلاق سراح ذويهم. وأكدوا أن حماس تستغل هذه المسألة لزيادة شعبيتها وشرعيتها.
وقال جاكي ليفي، الذي فُقِدَ له 3 من أفراد عائلته في غزة: “لا نشعر بأية اهتمام من قبل الحكومة… يبدو أنهم مشغولون بالانتخابات والتحالفات والمصالح الشخصية”. وأضاف ليفي: “نحن نريد أن نعرف ماذا يحدث مع أحبائنا… هل هم على قيد الحياة أم لا؟ هل يتعرضون للتعذيب أم لا؟”.
وعبر زئيف شيرمان، ابن عم شاب مفقود يبلغ من العمر 19 عاما، عن قلقه من أن يكون قد قُتِلَ في القصف الإسرائيلي على غزة. وقال شيرمان: “كل يوم يمر دون إطلاق سراحه يزيد من خطر موته… نحن نخشى أن نفقده إلى الأبد”.
ومن جانبها، تصر الحكومة الإسرائيلية على أنها تولي أهمية كبيرة لإعادة الرهائن، وأنها تعمل على جميع الجبهات لتحقيق هذا الهدف. وقال نتنياهو في بيان صادر عن مكتبه: “إعادة الرهائن هي واجب وطني وأخلاقي… لا نستطيع أن نتخلى عن مواطنينا في غزة… ولكن في نفس الوقت، لا يمكننا أن نسمح لحماس بالانتصار على حساب أمن إسرائيل”.
وأكد نتنياهو أن الحكومة تسعى إلى تحقيق توازن بين إعادة الرهائن والحفاظ على ردع إسرائيل. وقال: “لا نستطيع أن نطلق سراح كل السجناء الفلسطينيين… فهذا سيشجع حماس على خطف المزيد من المواطنين… ولا نستطيع أن نوقف الضغط العسكري على غزة… فهذا سيسمح لحماس بإعادة تجهيز نفسها