أردوغان يلغي زيارته لإسرائيل…ويهدد بإعلانها مجرمة حرب. في ظل تصاعد العنف في قطاع غزة بين الفصائل الفلسطينية والقوات الإسرائيلية، اتخذ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان موقفا متشددا تجاه إسرائيل، متهما إياها بارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية، وملغيا زيارته المقررة لها، ومهددا بإعلانها مجرمة حرب أمام المجتمع الدولي.
وقد أثارت هذه التصريحات ردود فعل قوية من جانب إسرائيل، التي سحبت دبلوماسييها من أنقرة، وأعلنت عن إعادة تقييم علاقاتها مع تركيا، التي تشهد توترا منذ سنوات بسبب خلافات سياسية وإقليمية.
وفي هذا السياق، يتساءل محللون سياسيون عن مصير العلاقات بين تركيا وإسرائيل، وكذلك بين تركيا والولايات المتحدة، الحليفة الأولى لإسرائيل، في ظل استمرار الصراع في غزة، والذي قد يطول حسب تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
من التوازن إلى التصعيد
أردوغان يلغي زيارته لإسرائيل…ويهدد بإعلانها مجرمة حرب.
في بادئ الأمر، كانت تركيا تحاول اتخاذ موقف متوازن نسبيا بشأن التطورات في غزة، حيث دانت في بيان لوزارة خارجيتها التصعيد من كلا الطرفين، وطالبت بضبط النفس والحوار. كما قال أردوغان في كلمة عبر التلفزيون في 9 أكتوبر: “نطلب من إسرائيل وقف قصفها للأراضي الفلسطينية، ومن الفلسطينيين الكف عن مضايقة المستوطنات الإسرائيلية”.
لكن مع تدهور الأوضاع في غزة، وارتفاع حصيلة الضحايا من المدنيين، خصوصا بعد استهداف المستشفى المعمداني في 17 أكتوبر، وإعلان إسرائيل عزمها توسيع عملية بـ”الجزء البرِّ” في 25 أكتوبر، تحول موقف أردوغان إلى موقف معادٍ لإسرائيل، ومتضامن مع الفلسطينيين.
وقد وصف أردوغان ما يحدث في غزة بأنه “ليس حربا إنما جريمة إبادة جماعية”، وألغى زيارته لإسرائيل، التي كانت مقررة في نوفمبر المقبل، والتي كانت تهدف إلى تحسين العلاقات بين البلدين. كما رفض أردوغان وصف حركة حماس بأنها حركة إرهابية، واعتبرها حركة مقاومة شرعية.
وفي خطوة أكثر تصعيدا، هدد أردوغان في 28 أكتوبر بإعلان إسرائيل مجرمة حرب أمام العالم، قائلا: “الجميع يعلم أن إسرائيل ليست سوى بيدق في المنطقة سيتم التضحية به عندما يحين الوقت”.
أردوغان يلغي زيارته لإسرائيل…ويهدد بإعلانها مجرمة حرب.
العلاقات الإسرائيلية التركية في خطر.
أثارت هذه التصريحات غضب إسرائيل، التي اتخذت إجراءات عاجلة للتعبير عن استيائها من الموقف التركي. فقد سحبت إسرائيل دبلوماسييها من أنقرة، وأعلنت وزارة خارجيتها عن إعادة تقييم العلاقات الثنائية مع تركيا.
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين في 29 أكتوبر: “لا يمكننا السكوت على هذه الإهانات والافتراءات من قبل الحكومة التركية، التي تدعم الإرهاب وتشجع على العنف”. وأضاف: “إسرائيل لديها صديقات وشركاء في المنطقة، ولن تسمح بأن تصبح بُلْدَقًا في يد أحد”.
ويرى المحلل السياسي التركي مهند حافظ أوغلو أن هذا التصعيد يشير إلى خطورة الأزمة بين تركيا وإسرائيل، وأنه قد يؤدي إلى قطع العلاقات بشكل كامل. ويشير حافظ أوغلو إلى أن هذه الأزمة لا تقتصر على قضية غزة، بل تشمل خلافات أخرى بشأن الملف النووي الإيراني، والصراع في سوريا، والحقوق في شرق المتوسط.
ويقول حافظ أوغلو: “إذا استمر التصعيد في غزة، فإن هذا سيؤثِّر سلبًا على المصالح التجارية والطاقية بين تركيا وإسرائيل، فهناك اتفاقات مع الجانب الإسرائيلي على نقل الغاز الطبيعي .